نحن والعقل الباطن
العقل الباطن هو مستودع ما رأيناه وما تعلمناه منذ الصغر، وهو الذي غُذي دون أن يكون لنا حولًا ولا قوة، وها نحن في هذه الدنيا ونمشي في الحياة نتصرف ونتعامل كيفما تلقينا. لا يوجد مزح هنا ولا هزل في واقع نراه كل يوم، فلا تقلل من شأن الآخرين ولا تسخر منهم ولا تقول هذا مزح وهزل فقد تجرح الآخرين، العقل اللاواعي لا يعرف ما هو الحقيقي وما هو الخيال، ولا يعرف الصدق ولا الكذب، فهو يودع كل ما غذي به، وهنا نجد خطورة ما يفرزه العقل اللاواعي الآن لدى الآباء والأمهات في تربية الأبناء، وهنا نرى تدمير الذات منذ الصغر لأبنائنا. يفرح الوالدان بالإنجاب ويسعدان بشراء الملابس والأغراض ويستعرضون بإقامة الحفلات، فالطفل صغير، وعندما يبصر بعينيه والديه ويبدأ في التقاط صور ذهنية وبرمجة عقلية، ومن هنا تبدأ الكارثة إذا كانا من ذوي التقدير المتدني للذات، فينتج لدينا صورة متطابقة لواقع مرير والأصعب أننا في مجتمع الآن مفتوح للعالم بكل الوسائل، فكيف لنا من تعليم الآخرين لمستقبل جميل. فلا مجال لإلقاء اللوم على الآخرين لما نحن فيه الآن. أمامنا واجبات كثيرة وينقصها الثقة الكبيرة. فاعمل ولا تنقص ازرع ولا تقطع ابنِ ولا تهدم ربِّ ولا تهمل فلا مجال للإحباط والسخرية ولا الإهمال ولا التردد ولا المزح ولا الهزل. نحن في رغبة لزرع الثقة والتفاؤل والراحة والاطمئنان، أطفالنا بحاجة للبعد عن السخط والانتقاد والخجل والشعور بالذنب علينا أن نعلم الثقة والصبر، ونعطيهم الشكر والثناء، علينا أن نعدل بين الأبناء ونعيش في جو من التشجيع في بيئة الأمن والأمان هو ما نريده لكي نبني عقل لا واعي قوي لهم يكون سندهم في المستقبل.